fbpx
Connect with us

خاص بالأزواج

قبل التفكير في الطلاق: أِليك 8 أسئلة وَجَبَ الأِجابة عليها

هل أنت مستعد حقًا للطلاق؟ 8 أسئلة تحتاج إلى طرحها قبل التفكير في الطلاق

قبل التفكير في الطلاق…تكون علاقتك الزواجية مَوضِع تساؤل وأنتِ تواجهين معضلة حقيقية… وعليه فالمطلوب منك هو أن تقرري ما إذا كنتِ ستستمرين في هاته العلاقة أو تغادرين؟

«أشعر أنني بحاجة إلى الطلاق وإِنهاء هذا الزواج المزعوم… ولكن كيف يمكنني أن أكون متأكدة؟

«في بعض الأيام أثِق في قراري أكثر من أيام أخرى… جزء مني ما زال يحبه أو على الأقل أهتم به… لا أعتقد أنني في حالة حب معه ، ولكن إذا ارتكبت أيَّ خطأ… سوف يتأثر الكثير من الناس بما سوف أُقََرٍّره… ربما لا ينبغي أن أتسرع في ذلك… مسألة الطلاق تراود ذهني منذ ثلاث سنوات… لن يكون ذلك مشكلة ، ويمكن أن أنسى فكرة الطلاق إذا ما حاول التغييرمن سلوكه»….

«طلاق ؟ من أين أتت هاته الفكرة ؟ قبل أسبوعين ، كنا نتحدث عن شراء منزل… لم أكن أعرف أن زواجنا كان فظيعا جدا اِلى هذا الحد ؟ أنا مصدومة ومحطمة… يجب أن أجد طريقة لإنهاء هذا الوضع.. فربما هو حلم ، وأكيد عندما أستيقظ ، كل شيء سيعود لطبيعته.”

هاته محموعة من الأفكار و الهواجس…التي قد تُراود شخصا يفكر جديا في الطلاق و في البحث عن حياة و انطلاقة جديدة…

تستند معظم الكتب والمقالات المتعلقة بالطلاق إلى افتراض أنه بمجرد أن يقول الزوجان أنهما يريدان الطلاق فإنهما مستعدان للقيام بذلك… إن تجربتنا كأخصائيين في الطلاق, دائما ما أثتبثت العكس…فعادة عندما يبدأ الأزواج عملية الطلاق, فهم في معظم الأحيان لا يكونوا على استعداد تام ولا يكونوا جاهزين حقا للطلاق.

قبل التفكير في الطلاق

فمتخصصي الطلاق مثل المعالجين والوسطاء والمحامين غالبا ما يصدقون تصريحات مثل » كان لي معه.»أو» مشاعري ميتة بالنسبة لها » و هي مؤشرات على أن زواجك قد انتهى… وكثيرا ما ينظر المحامون إلى تعيينهم من أجل خدماتهم كمؤشر على استعداد الزوجين للطلاق…لكن في الحقيقة الأمر ليس هكذا…

معظم الأزواج الذين يبدأون الطلاق يكونو في الغالب غير مستعدين. ونادرا ما يكونوا متفقين و متوافقين… و هذا النقص في الاستعداد والتحضير للطلاق هو الذي يجعل الزواج ينتهي قبل الأوان… أو يجعل الطلاق يتحول إلى منافسة… يعد قرار الطلاق أحد أهم القرارات التي يمكن أن يتخذها الشخص ، مع عواقب تدوم لسنوات أو مدى الحياة… مثل هذا القرار المهم يتطلب الكثير من الاهتمام أكثر من المعتاد من قبل الأزواج والمهنيين… إنها منظومة في حد ذاتها… فبمجرد أن يكون الزوجان جاهزين ومتوافِقيَن ، سيكون من السهل الشروع و البدء في أِجراءات الطلاق باعتبار أن الطرفين مُتفقين على نفس الفكرة ومتواجدين على نفس الموجة… و هذا سيؤدي, بالتالي, إلى القضاء على معظم الصراعات العاطفية والمالية التي تجعل من الطلاق صراعا بدون رحمة…

هل تبحث عن عمل؟ عمل في مدينتك, بلدك أو في الخارج ( كأوروبا أو دول الخليج مثلا…)؟

السبب في أن الكثير من الناس لا يفكرون حتى في الاستعداد للطلاق هو أنهم يعملون على افتراض أنه كلما أسرع الشخص في الخروج من موقف مرهق ، كلما كان ذلك أفضل… لذلك ، هناك مَيلُ طبيعي للأشخاص الذين يعيشون في زيجات صعبة أن يسعوا الى الطلاق بأسرع ما يمكن من أجل المضي قُدما في حياتهم… و الأسرة والأصدقاء غالبا ما تشجع على ذلك أيضا…فهم دائما ما يؤكدون تلك المقولة الشائعة: » إنه كلما أسرعت في الطلاق ، كلما عادت حياتك و أمورك إلى طبيعتها… لكن لسوء الحظ ، في معظم الحالات ، فإن العكس هو الصحيح…

أِنَّ الأزواج الذين يتخذون قرارات متسرعة بالتخلي عن زيجاتهم… لا يأخذون الوقت الكافي لتقييم مشاعرهم أو أفكارهم أو حتى خياراتهم… ونتيجة لذلك ، فَهُم غير مستعدين لتقلب العواطف ، والنظام القانوني المعقد والعديد من القرارات المتغيرة للحياة التي يتعين عليهم اتخاذها… و في كثير من الأحيان ، يعقدون صفقات لا يمكنهم دعمها ، وبدلاً من رؤية الموقف يتحسن ، غالباً ما يجدون أنفُسَهم, ببساطة, يُتاجرون بمجموعة من المشاكل مقابل مجموعة أخرى… لذلك ، ليس من المستغرب أن يكونوا في كثير من الأحيان مُتشابِكين في إجراءات قانونية مُطولة وأن ما كانوا يأملون به ، وهو الطلاق السريع ، غالبا ما يستغرق سنوات…

توضح هذه المقالة ما يجب على الأزواج القيام به للتعامل مع المعضلات الكثيرة المُلازمة للطلاق… فإذا لم يَحُل الناس معضلاتهم قبل الطلاق ، فإنهم يمضون قدما في العملية محاولين إدارة مخاوفهم بطرق مختلفة… وذلك عن طريق إخفاء شكوكهم ,مسؤوليتهم, إِدمانهم, أو قابليتهم للتأثر …

وسواء دخل الزوجان في عملية الطلاق أو كانا يفكران ببساطة في الطلاق..وجب عليهما أولاً تحديد معضلات الطلاق التالية:

المُعضِلات الثلاثة للطلاق

الأزواج الذين يواجهون احتمال الطلاق يواجهون إحدى المعضلات الثلاث التالية:

أريد الطلاق ، لكني لست متأكد إذا كان القرار صحيحا… بما أن الطلاق يؤثر على حياة أولادك ، فضلاً عن نمط حياتك والاقتصاد والاستثمار الزوجي ، فإن الضغط لاتخاذ القرار «الصحيح تمامًا» كبير للغاية…و لسوء الحظ ، لا توجد ضمانات لذلك… فأفضل سيناريو هو اتخاذ قرار لا يقوم على أساس عاطفي ، أو مدفوعًا ب»الأنا الشخصية».

«لا أريد الطلاق ، إنه زوجي»… الوجود في هذا المكان التفاعلي سيجعلك تشعر بأنك خارج عن السيطرة وضحية لا حول لها ولا قوة… سوف تواجه دمارًا عاطفيًا مكثفًا ، لأن حياتك ستتغير أمام عينيك دون أن يكون لك رأي في النتيجة… عندما تقترب من هذه المعضلة ، عليك أن تسأل نفسك هل هذا التمسكً بالبقاء هو مَبني على أساس مألوف وآمن لفكرة الزواج, أم هو قائم على أوهام وأضغاث أحلام… فليس من السهل التعرف على مشاكل الزواج ومواجهتها، وذلك حتى عندما تشعر بأذى شديد قد يُسببه لك شريك حياتك.

«أريد الطلاق لأن زواجي لا يعمل». إذا كانت هذه معضلة لديك ، فأنت تريد تجنب المسؤولية بأي ثمن, وتحاول بالتالي تحميل شريك حياتك ذنب انهيار هذا الزواج… سيكون هناك قلق وغضب كبيرين حول الطريقة التي جعلك شريكك تتخذ بها هذا القرار… إذا لم يحدث هذا ، فإن إجراءات الطلاق التي سيتم إتباعها ستكون مليئة بالتوتر والصراع ، واستمرار لِللُّوم المتبادل.

العنصر المشترك في المعضلات الثلاث هو الخوف… في الحالة الأولى ، هناك خوف من ارتكاب خطأ ومن أن يكون القرار غير صحيح ، أما الحالة الثانية فستخفيها عن طريق إنكار وجود مشاكل أو بالاعتراف بربطها بما هو مألوف و متعارف عليه… بينما تخشى الحالة الثالثة المسؤولية وما يترتب عنها… و ستكون النتيجة في جميع الحالات الثلاثة هي حالات طلاق عنيفة و فيها كثير من الشد و الجدب.

ولكي يكون الطلاق عملية تعاونية ومُحترمة ، يجب أن يكون الزوجان مستعدين لفصل حياتهما قانونيا وعمليا وعاطفيا… وللقيام بذلك ، يتعين على كل شخص أن يواجه معضلة الطلاق بالإجابة على الأسئلة الثمانية التالية:

الأسئلة 8 التي يجب أن تسألها

أما زِلْتِ تُكِنِّين المشاعر لشريكك؟

الكثير من الناس الذين يقولون انهم يريدون الطلاق لا تزال لديهم مشاعر قوية اتجاه شريكهم ، ولكن نظرا لاستمرار الصراع على السلطة في هذه العلاقة ، فهناك نقص وحرمان ,وهو يتراكم مع مرور الوقت, في العلاقة الحميمة وفي التقارب… فإذا كان الأمر كذلك ، فمن الأفضل أن تعمل على علاقتك قبل أن تقرر الطلاق… وإلا فإن إحساسك بالخسارة سوف يغمرك وربما تجد نفسك في وضع أسوأ بعد الطلاق مما أنت عليه الآن.

(عائشة) كانت متزوجة لسبع سنوات من رجل تحبه وكانت تعتبره رجلا لطيفا جدا.. ومع ذلك ، كانت غير سعيدة جدا بترتيباتهم المالية… فقد كانت هي المسؤولة على دفع كل النفقات ، و بدا أن زوجها يقودهم, دائما, إلى المزيد من الديون… كانت مرهقة جدا وبائسة ورأت أن الطلاق هو السبيل الوحيد للخروج من الإجهاد المالي… ولكن بسبب مشاعرها تجاهه ، لم تكن قادرة على تأييد مثل هذا القرار أو حتى وضع حد واضح ، خوفا من فقدان العلاقة… وبمساعدة محاميها ، اقتنعت ( عائشة) أنها بحاجة إلى وضع خط واضح …فأِما تكون مُستعدة لفقدان العلاقة … وأِما القبول بأن جميع مخاوفها كانت مضيعة للوقت وبالتالي نسيان الطلاق و التعايش مع وضعها الحالي.

هل كنت متزوجة بالفعل؟

لكي تكون متزوجًا حقًا ، يجب أن يكون الزوجان قد أوجدا علاقة ، شملت «نحن» أو «أنا و أنت»… إن العديد من الأشخاص الذين يفكرون في الطلاق لم يحظوا أبدا بزواج صحيح و حقيقي…بل كل ما عاشوه لم يكن أكثر من مجرد شخصين يلبيان احتياجاتهم الخاصة لبعضهما البعض.. ربما قاموا بتربية الأطفال ومُشاركة أسرة ، لكنهم شاركوا في هذه الأنشطة من موقع تنافسي بدلاً من موقف مُوحَّد… كانوا يسألون – «أريد أن أفعل هذا أو ذاك» ، بدلاً من طرح السؤال «هل هذا جيد بالنسبة لنا؟»… إذا لم تكن قد طورت «نحن» حقيقية في علاقتك ، فقد حان الوقت لفعل ذلك… تعلم كيف تفعل أو قُل و اقتنع بِأنك لم تتزوج قط.

يروي لنا أحمد:

«حتى المعالج الذي يعمل في مجال الطلاق ، كان لديه صعوبة في تقبل فكرة أن 14 من العمر الزواج كانت في الواقع مجرد أِسم… فَبِغِّض النظر عن سنوات عشنا تحت تسمية الزوج والزوجة… عادتنا كانت التهديد بالانفصال كل بضعة أشهر ، وكان لدينا طقوس يومية من الشِّجار ، أما حالات الاتفاق و الراحة نادرا ما كانت تستمر لأكثر من أسبوع… كنت أمزح مع زوجتي قائلا: أنت تحتاجين أن تحتفظي بأمتعتك مُحضَّرة, في حال اضطررت للرحيل… وقد ظل هذا النموذج قائما على الرغم من وجود العديد من التدخلات العائلية و الكثير من محاولات الصلح التي قاموا بها… لم أكُن أُدرِك هل لازلت عازبا أو متزوجا…أِنني لم أكن في الواقع في أي مكان..لقد تغيرت حقا…فهاته السنين الطويلة من الزواج لم تمنعنا من التقكير في الطلاق…ولقد بدأنا عملية الطلاق الحقيقية قبل شهرين…»

هل أنت مستعد حقًا للطلاق؟

غالبًا ما يكون التهديد والتلويح بالطلاق في النزاعات الزوجية ، للأسباب التالية:

الغضب والإحباط.

الرغبة في الاستيلاء على السلطة والسيطرة على الطرف الآخر ، وذلك لحمله على رؤية الأشياء على طريقتك.

لتذكير الزوج بضرورة أن تؤخذ رغبتك على محمل الجد… والى الحاجة الملحة برغبتك في التغيير الحقيقي. وهذا لتنبيه الزوج بأن هناك أشياء ليست على ما يرام وبأن استقراركم العائلي في خطر…

أِنًّ الأشخاص الذين يهددون بالطلاق دائما ما يفقدون مصداقيتهم مع أنفسهم ومع شريكهم… وإذا لم يكن الزوج مُهَدِّدًا فحسب ، بل كان في الواقع مستعدا للطلاق…فهذا تصريح واضح وداعم لما يدور في عقله ويؤكد فكرة : «أريد أن أغلق فصلا في حياتي ، لأنني مقتنع بحقيقة أنه لا يوجد ما يمكنني فعله أو منحه لهذه العلاقة.»

هل هو قرار صادق مبني على الوعي الذاتي أم أنه أحد ردود الفعل العاطفية ؟

إن الاستعداد للطلاق يعني القدرة على اتخاذ قرار واضح وغير عاطفي…قرار يمكنك دعمه بمرور الوقت… فالطلاق يعني القدرة على التخلص من جميع العلاقات العاطفية القوية التي تربطك بالطرف الآخر…لا تدوم القرارات المشحونة عاطفيا ، وإذا تم اتخاذها ، فإنها لا تحل المشكلة الأساسية… و يظل الغاضبون غاضبين حتى بعد الطلاق.

صرحت لي موكلة سابقة, أنه رغم طلاقها الذي تجاوزالخمس سنوات… فهي لا تزال تكافح من آثار انفصالها…

كانت مشكلتها أنها لا تزال تشعر بالغضب من زوجها السابق ويتجدد كرهها له كل أسبوع… قلت لها: «يبدو أنك ما زلت متزوجًا» ، وأعترفت على أن هذا خطأ بسبب كل هذا الحقد و كراهيتها له… أجبتها أن الكراهية التي شعرت وتشعر بها, تعكس بشكل أساسي شغفًا كبيرًا به على الرغم من طباعه البغيضة…وأكدتُ لها إن المتزوجون هم الوحيدون الذين يمكن أن يكون لديهم مثل هذا الشغف اتجاه بعضهم البغض …و منذ تلك اللحظة ، بدأت في فصل نفسها عن زوجها السابق وعملها ، بمساعدة دعم العائلة و الاصدقاء ، على العيش و الشعور بالطلاق الحقيقي…

هناك عبارة واحدة من شأنها أن تشير إلى أنك تتخذ قرارًا ا صادقا بدلاً من الرد الفعل العاطفي و هي: «أنا أدرك أنك شخص كامل له شخصيتك وآمالك وأحلامك ، يمكنني احترامك لذلك ، لكنني لا أريد أن أبقى متزوجة ومرتبطة بك. »

أن تكون جاهزًا للطلاق يعني أن يكون لديك ارتباط عاطفي أضعف بالشخص الذي تنفصل عنه ، وإلا فإن عملية الطلاق نفسها ستكون بمثابة طوفان من المشاعر الشديدة ، بما في ذلك الغضب وعدم الثقة والألم.

ما هي نيتك في طلبك للطلاق؟

أي خطة ، بخلاف نهاية الزواج ، هي إشارة إلى أنك غير مستعد للطلاق… إذا كنت تأمل في أن يتغير الشخص الآخر من خلال الطلاق ويبدأ في معاملتك بشكل أفضل ، فعليك إدراك مقدار ما فقدته ومقدار ما ألحقه بك من الأذى والضرر… الطلاق ليس لديه القدرة على إصلاح الأخطاء أو تغيير قلوب وعقول الناس… يمكن للطلاق أن يفعل شيئًا واحدًا فقط ، هو أِنهاء الزواج ، وبالتالي تحرير كل شخص وجعله قادرا على خلق روابط جديدة مع أشخاص جدد.

هل حللت نزاعك الداخلي حول الطلاق؟

كل من يمر بالطلاق هو في حالة صراع… يمكن أن يشعر الناس بالذنب أثناء التأكد من رغبتهم في إنهاء العلاقة… أو قد يشعرون بالخيانة…وفي الوقت نفسه يدركون أن حياتهم ستكون أفضل بمجرد خروجهم من العلاقة… يُعَدُّ إدراك الصراع ومعرفة أن أجزاء مختلفة منك ستختبر تأثير الطلاق في أوقات مختلفة هو جزء هام من عملية التحضير للطلاق.

كان عبد الله… يكافح ليقرر ماذا يفعل حيال زواجه… لفترة طويلة، قال إنه كان مرتبكًا وحائرا وممزقًا… فكان لا يبدو أنه يشعر بالسلام عندما كان في الزواج أو عندما قرر المغادرة. ..عَنَّفته زوجته لفظيا بسبب تردده ، وغالبا ما وصفته بالجبان والفاقد للشخصية… خلال لقائي الأول معه: بدأ يتحدث بوضوح شديد عن عدم وجود أي شغف لزوجته ، ولكن في غضون دقيقة بدأ يطلق عبارات مثل «إنها أم جيدة أو موثوقة»… كلما حاول فعل ذلك, كان علي أن أقول وأؤكد عليه إنني أردت فقط سماع الأسباب التي تدفعه أِلى «الخروج»… وبما أن التعبير عن الرغبة التي تدفعه أِلى «الخروج والطلاق» أصبح أكثر قوة ، بدأ عبد الله في التلعثم و التعرق بشدة… سألته «ما الذي يحدث؟» صرح أخيرًا ، «أِني أشعر بالذنب»….فقلت له : وما سبب ذلك؟ ، «لقد قطعت عهدا بأنني لن أتبع أبدًا طريق أبي الذي غادر والدتي «… كان يمكن أن يرى أن هذا الوعد القديم لنفسه يتعارض مع رغبته الحالية في إنهاء زواجه… وبينما استمر في العمل من خلال هذين الجزءين المتعارضين من نفسه ، تمكن أخيرًا من اتخاذ قرار شعر بالراحة معه… وبعد ثلاثة أشهر ، بدأ إجراءات الطلاق…

هل تستطيع تحمل عواقب الطلاق؟

الطلاق يجلب التغيير والحزن لأنه يمثل فقدان حلم «العائلة السعيدة»… الجراح ، خيبات الأمل ، الوحدة ، الفشل ، الرفض ، والسيطرة على مثل هاته المشاعر يعد تحديا حقيقيا و صعبا في الوقت نفسه… لكي تكون مستعدا لتقلبات و مشاكل الطلاق ، من الضروري أن تتوفر على نظام دعم للعائلة والأصدقاء الذي يتوجب عليهم تقديم المساعدتك, سواء كانت عاطفية أوعملية, وذلك كُلما اقتضت لديك الحاجة والضرورة.

ومن أصعب عواقب الطلاق, الاضطرار إلى التعامل مع آلام شخص آخر ، سواء تعلق الأمر باللأولاد أو الأسر أو الأصدقاء…فالطلاق يؤثر على حياة الكثير من الناس… فإذا كنت أنت الذي إختار الطلاق ، وجب عليك أن تلتزم بقرارك حتى النهاية وعليك بالتالي مواجهة كل هؤلاء الناس و مقاومة كل الظروف…و إذا كنت الشخص الذي لا يريد الطلاق ، لكن زوجتك ترغب في المتابعة ، فستظل بحاجة إلى الاستعداد لقبول العواقب المترتبة عن هذا الزواج الفاشل…و لمعرفة ما إذا كنت مستعدًا أو لا، اطرح على نفسك الاسئلة التالة:

إذا كنت لا تريد تغيير أمورك المالية ، أسلوب حياتك أو تقاليدك ، فأنت لست مستعدا للطلاق.

إذا لم تتمكن من قبول الحزن والغضب لدى أطفالك ، فأنت لست مستعدًا للطلاق.

إذا لم تتمكن من قبول أوقات عدم الأمان والخوف والمصير المجهول ، فأنت لست مستعدًا للطلاق.

إذا لم تكن مستعدًا لترك زوجتك عقليا وعاطفيا وروحيا ، فأنت غير مستعد للطلاق.

أتذكر امرأة شعرت بالملل التام من زوجها السلبي, وعبرت عن رغبة قوية للغاية في تركه رغم زواج دام لأكثر من20 عامًا… كلما أخبرتني أنها ستصارحه برغبتها في الانفصال… كانت تتردد و يعجز لسانها عن التعبير عن ما يدور في خاطرها…و لمساعدتها على إدراك كفاحها الخاص ، وضعنا قائمة بعواقب الطلاق ، والشيء الوحيد الذي لم تستطع قبوله أبداً هو أن أطفالها سيكرهونها أِن هُم تركوا والدهم… قالت إنها لا تستطيع تحمل هذا الخطر حتى و لو كانت تشعر بالملل… ما إن أدركت أن هذه النتيجة غير السارة لطلاقها ستكون أكبر مما يمكن أن تتحمله ، بدأت في التفكير في طرق أخرى لحل مشكلة الملل في زواجها… وبمرور الوقت ، أصبحت أكثر استقلالا وبدأت في السفر وتنمية هواياتها و أنشطتها الخاصة…

هل أنت مستعد للسيطرة على حياتك بطريقة مسؤولة وناضجة؟

سواء كنت الشخص الذي يريد الطلاق أو الشخص الذي يجب أن يستجيب لزوجك الذي يريد الطلاق…فكلتا الحالتين لديهما شيء واحد مشترك..فكيفية استجابة الناس لهذه الحقيقة تحدد نوع الطلاق والمستقبل الذي سيحصلون عليه… وقد يتصرفون من موقف كره وبغض أو من رغبة في الانتقام أو عن عجز… أو قد يتفاوضون بشأن مستقبلهم من موقع القوة والتفاهم والاحترام… فالسلوك الذي تختاره سيحدد نوع الطلاق الذي ستحصل عليه…

بعض الأمثلة للسلوك الذي ينتهجه بعض الأزواج:

حماية حقوقك فقط , أو , احترام حقوق زوجتك.

هي فقط جيدة لك , أو , هي جيدة للجميع.

إعطاء أقل الحقوق لزوجتك , أو , منح زوجتك كل ما هو حق لها.

لا تزعج نفسك بالأخرين والاهتمام بمصالحك الشخصية فقط , أو , تعمل بشكل جيد للجميع.

تحضر إلى جلسات الاستماع المتكررة في المحكمة والامتثال وتنفيذ قراراتها , أو , تتهرب من الحضور و تدلي بوثائق و معلومات مغلوطة.

ومن واقع تجربتنا ، فإن الأشخاص الذين يعدون لطلاقهم من خلال معالجة القضايا الثماني هم أكثر الأزواج احتمالا للطلاق بشكل سلس و تعاوني…أذا تم التحضير للانفصال بهذه الطريقة فسيكون الوضع أفضل بكثير… وسيتمكن الطرفين من الوصول إلى اتفاقات طويلة الأمد, مع ضمان لحل كل الصعوبات التي قد يواجهونها… و سيكون الأزواج قادرين على وضع خطط الأبوة والأمومة التي تدعم الأطفال وتحترم حقوقهم و حقوق الجميع…

الأكثر مشاهدة